باكستاني يلجأ الى رابية ملوك قدامى هربا من الفيضانات

مشرف عدد المساهمات : 887 تاريخ التسجيل : 18/12/2010

فر الباكستاني أتشار من الفيضانات المدمرة التي تجتاح بلاده الى رابية يقول سكان قرويون انها كانت مقر ملوك قدامى.

وأجبرت فيضانات بدأت قبل ثلاثة أسابيع وسببتها أمطار موسمية غزيرة على منطقة حوض نهر الاندوس أكثر من أربعة ملايين باكستاني على ترك منازلهم. ويعيش غالبية منكوبي الفيضانات في ظروف صعبة على جوانب الطرق وينام كثيرون منهم في العراء ويعيشون على الكفاف بدون ماء نظيف.

ويخيم أتشار وهو رجل نحيل كبير في السن مع عائلته فوق رابية بمدينة امري التاريخية عند سهول غمرتها مياه الفيضانات في اقليم السند الجنوبي.

ويبدو أتشار راضيا بما فيه الكفاية فوق رابيته التي تحولت الى جزيرة وسط مياه الفيضانات.

وقال أتشار الذي يعيش مع أسرته الكبيرة المكونة من 16 فردا "لا يوجد مكان ظليل على الطريق والمكان هنا آمن .. انه مرتفع."

كانت خصلات من شعره الأشيب المصبوغ بالحنة تظهر من تحت طاقيته البيضاء كما صبغ لحيته بالمثل بلون ما بين البرتقالي والاحمر.

وتعود امري الواقعة الى الغرب من حوض الاندوس الى نحو ثلاثة الاف عام قبل الميلاد.

ويعتقد أن حوض الاندوس كان مهد الحضارة في جنوب آسيا وامري واحدة من أوائل المستوطنات المعروفة في المنطقة وكانت موجودة قبل مدينة موين جو دارو المدينة الرئيسية في حضارة الاندوس وواحدة من أهم المواقع الاثرية في باكستان. ولم تغمر مياه الفيضانات موين جو دارو الواقعة أيضا في السند.

وتناثرت فوق تلة امري الرملية قطع من الخزف بلون القرميد الاحمر. وبانت قطع أكبر من الخزف في منحدرات متآكلة.

وكلما هطلت أمطار غزيرة على المنطقة تظهر المياه المزيد من قطع الخزف في الربوة التي يقول قرويون ان ملوكا كانوا يعيشون فيها.

وقال أتشار "كانت المنطقة في يوم من الايام مدينة وكانت هذه القدور منتشرة.

"نجد في أحيان قطعا خزفية عليها نقوش. تبدو قديمة للغاية."

لكنه قال انه لم يعثر على شيء له قيمة.

وعلى الجانب الآخر من طريق مجاور لم تقطعه الفيضانات أحاطت المياه بمتحف صغير يضم قطعا أثرية من المنطقة.

ولا تزال مياه الفيضانات تشق طريقها عبر الأراضي الزراعية المسطحة في السند ومناطق شبه صحراوية. ولم تبدأ الفيضانات في امري إلا منذ خمسة أيام.

وتلقى القرويون تحذيرا من الفيضانات وقال أتشار انه تمكن من جمع مقتنياته والتحرك الى أعلى الربوة حيث خيم في ظلال بعض الاشجار وعلق قطعة كبيرة من القماش الابيض.

وعلقت ثمانية أسرة من الحبال ووضعت قدور طهي وملابس تحت هذه السقيفة التي استظل بها كثير من النساء والاطفال الصغار من الشمس الحارقة في منتصف النهار.

ووصل عاملون حكوميون في مجال الانقاذ الى الطريق قبل يوم وكان يفصلهم عن أتشار نحو 300 متر من المياه فركب قاربا للحصول على امدادات الارز والدقيق والعدس والسكر والشاي. وبسؤاله عن مياه الشرب أشار الى مياه الفيضانات وقال "اعتدنا عليها."

وأشار أتشار من مخيمه البسيط فوق الربوة الى منزله الطيني الذي دمرته الفيضانات.

ولاحت عن بعد فوق سطح المياه أسقف منازل القرويين ومباني المزارع التي غمرتها الفيضانات.

وفي الاتجاه الآخر وراء المتحف الذي أحاطت به الفيضانات لم تظهر سوى قمم الاشجار الصغيرة فوق سطح المياه.

وبخلاف قطع الخزف لا يوجد أثر لمن عاشوا قديما في امري التي يعتقد أنها دمرت في حريق كبير.

وبعد الاف السنين أصبحت الفيضانات المدمرة هي التي تهدد أرض القدماء في باكستان وشعبها